رسائل الفاتحين للعالمين
رسائل الفاتحين للعالمين
بسم الله الرحمن الرحيم: ربي اشرح لي صدري و احلل عقدة من لساني يفقوا
قولي، و قل ربي زدني علما.
أنا محمد يوسف و هذة قناة نجمة أيلول، مع حلقة جديدة من سلسلة تاريخ الاسلام.
حلقة اليوم عن رسالة الفاتحين المسلمين الذين فتحوا الأرض شرقا و غربا و أنشأوا امبراطورية لا زلنا نفتخر بها حتي اليوم.
فبعد أن اطمأنت قلوبنا و هدأت عقولنا بخصوص موضوع مشروعية الفتوحات الاسلامية ، رأينا أن نتكلم عن الرسالة التي حملها هؤلاء الفاتحين للعالم.
لقد حمل هؤلاء الرجال علي كاهلهم عبء تبليغ رسالة الاسلام للعالمين، فقد فهموا من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن كل المسلمين مسؤلين عن تبليغ رسالة الله الي العالمين، كما وصلتهم عن طريق الرسول الأمين، فرسالة الاسلام لم تنزل فقط للعرب أو لسكان جزيرة العرب، بل جاءت رحمة للعالم أجمع، لذا فهم هؤلاء المسلمين أن واجبهم توصيل هذة الرسالة الي كل من يستطيعون توصيل الرسالة اليهم.
كما فهم هؤلاء أن توصيل الرسالة ليس فقط بتبليغ القرآن و السنة و الأحكام و الشرائع و انما أيضا بالتطبيق العملي حيث أنهم يجب أن يكونوا قدوة و مثلا حسنا و سفراء لهذا الدين أمام غير المسلمين، فقد تحملوا المسئولية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم و انقطاع الوحي، فهم أمناء علي هذة الرسالة و تحملوا هذة المسئولية أمام الله عز و جل.
و كان أهم تطبيق طبقوه و حرصوا عليه هو العدل، فقد فهموا أن العدل أساس الملك و أن العدل مع الناس كافة هو ميزان هذا الدين، و أن لا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا، و كان هذا العدل هو بمثابة الباب الذي دخل منه أكثر الناس الي هذا الدين أفواجا أفواجا، و جعل إنتشار هذا الدين في القرن الأول الهجري كانتشار النار في الهشيم.
كما طبقوا الزهد، فقد كان معظم حكام الولايات الاسلامية في عهدي أبي بكر و عمر بن الخطاب، كانوا زاهدين في الدنيا و كانوا ينفقون من راتبهم الخاص و يرفضون سكن القصور أو لبس الملابس الفاخرة أو الاستعراض علي الناس، حتي أن بعضهم كان يرفض راتب الدولة و يعمل و يأكل من عمل يده، و كان هؤلاء الولاة يلبسون كأفقر رجل في ولايتهم، من هنا أحب الناس هؤلاء الفاتحين و حرصوا علي معرفة هذا الدين العظيم الذي يدين به هؤلاء.
بذلك نري أن هؤلاء الفاتحين العظماء سادوا العالم بهذا الدين و بلغوا رسالة الله للعالمين و كانوا بحق يستحقون أن يكونوا صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم و أن يكونوا وزراءه، و خسئ هؤلاء الذين يقدحون فيهم و يريدون النيل منهم، لا لشئ الا لحقدهم علي هذا الدين و كرههم للدور العظيم الذي قام به هؤلاء.
رضي الله عنهم و رضوا عنه.
Comments
Post a Comment