مشروعية الفتوحات الاسلامية
مشروعية الفتوحات الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أفض علينا من علمك، قل ربي زدني علما
نتكلم اليوم عن موضوع مهم لكنه شائك، و هو مشروعية الفتوحات الاسلامية، في الحقيقة و لفترة قريبة من الزمن، لم يكن هناك أي اختلاف حول هذا الموضوع، و لكن في الفترة الأخيرة، بدأ البعض ممن يسمون بالمفكرين و لكنهم عبارة عن علمانيين، يعادون الدين، بدأوا في الهجوم علي ثوابت الدين و منها موضوع الفتوحات الاسلامية.
و كنا في سلسلة تاريخ الاسلام، بدأنا نتحدث عن الفتوحات الاسلامية، و قد نبهني بعض الأصدقاء الي الجدل الذي بدأ يدور حول الموضوع، لذا ارتأيت أن نخصص خاطرة للحديث عن مشروعية الفتوحات الاسلامية.
و قد بدأت رحلة البحث في هذا الموضوع، فرأيت أن كل الروايات التاريخية تروي نفس الرواية حول قيام المثني بن حارثة و هو أحد الصحابة الذين ساهموا في تحرير البحرين من المرتدين، قام بالاغارة علي القبائل العربية شمال الجزيرة العربية التابعين للفرس و بدأ يتوغل في العراق حتي وصل الي التقاء دجلة و الفرات.
و عندما وصلت الأخبار لأبو بكر الصديق، سأل عن هذا الرجل، فأثنوا عليه، بعدها جاء المثني مع وفد له الي المدينة و طلب المدد من أبو بكر الصديق لمساعدته في حرب الفرس، فوافق أبو بكر و كان خالد بن الوليد قد أنهي حرب مسيلمة باليمامة فأرسل أبو بكر الصديق الي خالد بالتحرك لنصرة المثني في حريه ضد فارس.
كل الروايات متفقة علي هذا الرواية و لم نعثر علي أي اعتراض من أي من الصحابة حول هذا الأمر و لو علي سبيل الانتقاد السياسي أو الاستراتيجي كما حدث قبلا عند حروب الردة، لذا فانه لم يكن هناك أي اشكال فقهي إطلاقاً ضد الفتوحات الاسلامية من الأصل و الا كان اعترض الصحابة.
ثم قمت بمراجعة كل آيات الجهاد في كل سور القرآن العظيم و خاصة سورة التوبة التي تحدثت بالتفاصيل عن موضوع الجهاد و خاصة غزوة تبوك.
سنجد من خلال قراءتنا المتتابعة لهذة الآيات أنها تحدثت عن كل الأطراف الذين سيجاهدهم المؤمنين فتتحدث عن المشركين و عن المنافقين و عن الأعراب و عن أهل الكتاب بل تحدثت أيضا عن الذين سيرتدون بمنعهم الذكاة، فنجد أن المعصومين من هذا الجهاد هو من يقترن ايمانهم باقامة الصلاة و اتاء الذكاة، لذا فكان المرتدين مانعي الذكاة يستحقون القتال ضدهم حتي يتم ردهم لحظيرة الدين، و هذا أثبت صحة فقه أبو بكر الصديق و أنه كان أكثر الصحابة فهما للآيات و مآلاتها.
ثم بمراجعة أحكام الجهاد عند المذاهب الأربعة الشهيرة للسنة، لن تجد أي مذهب منها يستنكر الفتوحات أو يحكم بحرمتها أو أنها بدعة، بل يختلفون في بعض الأحكام الفرعية، لذا نستنتج أنه لم يكن هناك خلاف في القديم أو الحديث حول هذا الفتوحات و حلتها و مشروعيتها.
ناهيك عن الأحاديث الكثيرة التي بشرت بفتوحات فارس و حصول المسلمين علي كنوز كسري و البشري الخاصة بفتح القسطنطينية و الثناء علي فاتحها و جيشه، و أخريات تتحدث عن فتح مصر، و أحاديث آخر الزمان التي تتحدث عن فتح روما و نزول المسيح بدمشق و عن الحرب بين المسيح و الدجال في القدس، و هكذا.
و لم نجد أي من الأحاديث تنهي عن الفتوحات أو تذكرها بسوء حتي.
كل هذا يجعلنا نستنتج و بقلب مرتاح و صدر رحب أنه لا غضاضة إطلاقاً عن الفتوحات الاسلامية، و التي أوصلت رسالة الله الي أطراف الأرض، و دشنت مجدا نفتخر به و نتمني عودته في كل حين، و لعل هذا هو السبب الذي يهاجمه من أجله أعداء هذا الدين، نصر الله هذا الدين و أعلي كلمته و جعلنا جندا من جنوده، و الحمد لله رب العالمين.
Important Links: آيات الجهاد في القرآن العظيم
Comments
Post a Comment