السهر و تأثيره السلبي على مريض #السكري

السهر: العدو الصامت لمريض السكري

http://youtube.com/post/UgkxPhem4X4qqF1PdxThqDMd6nOX5fRBKqh6?feature=shared

يُعد السهر واضطرابات النوم من الأخطار الصامتة التي تتربص بصحة مرضى السكري، حيث يتجاوز تأثيره مجرد الشعور بالتعب والإرهاق في اليوم التالي، ليلقي بظلاله السلبية بشكل مباشر على انتظام مستويات السكر في الدم ويزيد من صعوبة التحكم في المرض، بل وقد يرفع من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

وفقًا للعديد من الدراسات الطبية والمتخصصين في مجال الصحة، فإن العلاقة بين النوم الجيد وإدارة مرض السكري هي علاقة وطيدة ومباشرة. فعندما لا يحصل مريض السكري على قسط كافٍ ومنتظم من النوم، تحدث سلسلة من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية في الجسم تؤدي إلى تفاقم حالته الصحية.

كيف يؤثر السهر سلبًا على مريض السكري؟

يمكن تلخيص التأثيرات السلبية للسهر على مرضى السكري في عدة نقاط رئيسية:

  1. زيادة مقاومة الأنسولين: أظهرت الأبحاث أن قلة النوم، حتى لليلة واحدة، يمكن أن تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين. ومقاومة الأنسولين تعني أن خلايا الجسم لا تستجيب بشكل فعال لهرمون الأنسولين المسؤول عن إدخال الجلوكوز (السكر) إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة. ونتيجة لذلك، يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر.
  2. اضطراب الهرمونات: يؤدي السهر إلى خلل في توازن الهرمونات الرئيسية التي تتحكم في الشهية والتوتر. حيث يرتفع هرمون "الكورتيزول" (هرمون التوتر)، الذي بدوره يعزز من إنتاج الجلوكوز في الكبد ويرفع مستويات السكر في الدم. كما يرتفع هرمون "الجريلين" (هرمون الجوع) وينخفض هرمون "الليبتين" (هرمون الشبع)، مما يدفع المريض إلى الشعور بالجوع الشديد والرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، الأمر الذي يعقد من مهمة ضبط النظام الغذائي والتحكم في الوزن.
  3. صعوبة التحكم في مستويات السكر: نتيجة للعاملين السابقين، يصبح التحكم في مستويات السكر في الدم تحديًا كبيرًا. فقد يلاحظ مريض السكري الذي يسهر بشكل متكرر تقلبات حادة وغير مبررة في قراءات السكر لديه، حتى مع الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي.
  4. زيادة خطر المضاعفات: على المدى الطويل، يساهم عدم انتظام النوم في زيادة خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري المعروفة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، وتلف الأعصاب، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة.
  5. الإرهاق البدني والذهني: يؤثر السهر بشكل مباشر على طاقة المريض وقدرته على التركيز خلال النهار، مما قد يؤثر على قدرته على إدارة مرضه بفعالية، بما في ذلك تذكر مواعيد الأدوية وإعداد وجبات صحية وممارسة الرياضة.

توصيات هامة لنوم صحي

ينصح الأطباء مرضى السكري بإيلاء أهمية قصوى لجودة وكمية النوم كجزء لا يتجزأ من خطة العلاج. ومن أهم النصائح لتحسين جودة النوم:

  1. تحديد جدول نوم منتظم: محاولة النوم والاستيقاظ في نفس الأوقات يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  2. تهيئة بيئة نوم مناسبة: التأكد من أن غرفة النوم هادئة، ومظلمة، وذات درجة حرارة معتدلة.
  3. تجنب المنبهات قبل النوم: الابتعاد عن تناول الكافيين والوجبات الثقيلة قبل ساعات من موعد النوم.
  4. الابتعاد عن الشاشات: تجنب استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفاز قبل النوم بساعة على الأقل، حيث إن الضوء الأزرق المنبعث منها يمكن أن يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس.
  5. ممارسة نشاط بدني منتظم: تساعد التمارين الرياضية على تحسين جودة النوم، ولكن يجب تجنب ممارستها في وقت متأخر من المساء.

في الختام، يجب على مرضى السكري أن يدركوا أن النوم ليس رفاهية، بل هو ضرورة علاجية أساسية للحفاظ على صحتهم وتجنب المضاعفات الخطيرة للمرض. وفي حال مواجهة صعوبات مزمنة في النوم، يُنصح باستشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتقديم الحلول المناسبة.

Comments

Popular posts from this blog

السمسم و تأثيره على الأنوثة

مواجهة المخاوف