نيبال دهبة و الاعتداء علي الأطباء

في البداية يجب التوضيح أن ليس من سياستنا هنا التشهير بأحد و مبدأنا أن كل ابن آدم خطاء و أن الأولى هو الستر و النصح للشخص المخطئ و يا ليت لو كان سرا و أن التغاضي و التجاهل عن سفاهة الآخرين يحل أكثر من ٩٠ ٪ من المسائل.

ان موضوع الاعتداء علي الأطباء ظهر في مصر منذ فترة ليست بالقليلة و لكن قبل أن يحدث هذا الحدث فقد سبقه سنوات من التحريض ضد الأطباء بشكل متفاقم و متواصل بدون كلا أو ملل.

و الموضوع مقصود بلا شك و لا يطال الأطباء فقط بل كل العالمين في المجال الصحي من صيادلة و أطباء أسنان و تمريض و فنيين و غيرهم.

بدأ الأمر بالتركيز دائما في المسلسلات و الأفلام منذ أواخر التسعينيات علي أخطاء الأطباء، ثم بدأ الأمر يتطور مع الوقت و كأن الطبيب دائما يقصد ايذاء المريض و أن كل همه هو أخذ أموال المريض و الاستيلاء عليها.

ثم تطور الأمر أكثر، فبدأ الحديث عن موضوع تجارة الأعضاء، و تم تصوير الأطباء علي أنهم تجار يقومون بسرقة أعضاء مرضاهم ثم الاتجار بها.

و لا شك أن الموضوع خطير و لا شك أنه في كل مهنة فاسدون، و لكن تم تناول الأمر بشكل خيالي و مبالغ فيه و بدون أي دراية علمية 

فموضوع تجارة الأعضاء هو عبارة عن الانسان بمتبرع مناسب لمريض محتاج و ذلك بعد أن يتم عمل الكثير و الكثير من التحليل و الاحتياطات حتي يتأكد الأطباء من مناسبة العضو المنقول للشخص المناسب.

و لا يوجد علميا وجود لأخذ الأعضاء من شخص أو طفل ثم الاحتفاظ بها في ثلاجة مثلا لحين اتيان الشخص الذي يبحث عنها، هذا وهم.

نعود لموضوعنا فقد تم ارعاب المرضي من الأطباء و تحفيزهم ضدهم و تم تهيئة البيئة المناسبة و من هنا بدأت موجات كراهية ثم سب ثم اعتداء علي الأطباء.

أما عن السيدة نيبال دهبة و المفروض أنها مديرة احترافية في احدي الشركات الدولية للأدوية و تقوم بالتعامل مع الأطباء يوميا و كما قالت فلها أقارب من الأطباء، كيف لها أن تساهم في هذا المسلسل السخيف ضد الأطباء و خاصة في ظل وجود جائحة لا نعلم لها علاج و لا نعلم متي ستنتهي و تستهلك الفريق الطبي واحدة تلو الآخر.

فبدلا من تقديم الدعم المعنوي الأطباء و خاصة في غياب الدعم المادي، يقومون بتكسير عمود الخيمة و بمنهجية، هنا نقف مدهوشين و لا نعلم لماذا

؟!